من أكثر من قرن وكل المصريين عارفين قيمة التعليم ومدركين معنى العمل العام
تمتلك مصر الكثير من التجارب التي تستحق أن نذكرها و نتأملها من التجارب المميزة التي كان لها تجربة ثورية جدا الكاتبة والمفكرة والأديبة نبوية موسي…
بعد رحلة كفاح طويلة وهدم الكثير من الثوابت في المجتمع المصري أصبحت أول فتاة تحصل على شهادة البكالوريا في مصر سنة 1907 شُغِفتْ نبوية موسى منذُ صِغرِها بالتعليم، ولكنْ بسببِ التقاليدِ الاجتماعيةِ الصارمةِ السائدةِ آنَذاكَ لمْ يكُنْ يُسمَحُ للفَتياتِ أن يَلْتحقْنَ بالمدارسِ بسُهولة؛ لذلكَ تعلَّمتِ القراءةَ والكتابةَ في البيتِ بمُساعدةِ شقيقِها الأكبر، عندما بلغَتْ الثالثةَ عشرةَ مِن عمرِها التحقت بالمدرسة بالرغم من معارضة أسرتها التحقت بالمدرسةِ السنيةِ للبنات لتنالَ شهادةَ التعليمِ الابتدائيِّ بتفوُّقٍ عامَ ١٩٠٣م. بعدها شهادة دبلوم المعلمات 1906
عملت نبوية بالتدريس ولاحظت فجوة كبيرة بين مرتبات المدرسات “6 جنيهات” وبين مرتبات المدرسين اللي كانت” 12 جنيها”
سألت على السبب وعرفت ان الرجال يحملون شهادة البكالوريا “الثانوية العامة”
أصرت نبوية موسى أن تأخذ تلك المبادرة وتكمل دراستها لإتمام الشهادة الثانوية رغم عدم وجود مدارس ثانوي للبنات في مصر، فقامت بدراسة المنهج بمفردها و اجتازت الامتحان دون أي مساعدة ونجحت بالفعل وحصلت على الشهادة الثانوية لتكن أول فتاة مصرية تحصل على شهادة الثانوية وتفتح باب كبير من النور لأجيال من بعدها.
بعد تقديم العديد من الكتابات والمقالات التي تناولت موضوعات تعليمية واجتماعة وركَّزتِ اهتمامَها على قَضايا التعليمِ وتربيةِ الفتاةِ وتَثْقيفِها، كما ألَّفتْ بعضَ الكتبِ التي ضمَّتْ آراءَها وأفكارَها، أصبحت «نبوية موسى» أوَّلَ ناظرةٍ مِصريةٍ لمَدْرسةٍ ابتدائية؛ مَدْرسةِ «المحمَّدية للبنات» بالفيوم، وقد بذلَتْ فيها مَجْهودًا كبيرًا لنَشرِ تعليمِ الفَتيات، وطبَّقتْ أسلوبًا أخلاقيًّا صارمًا ومُنضبطًا لتربيةِ الطالبات؛ لكَي تُشجِّعَ الأُسَرَ على إرسالِ بناتِهم للتعلُّمِ دونَ خوْفٍ عليهِن.
بهذا العمر الحافل بالإنجازات والمبادرات قدمت نبوية موسى نموذجا يحتذى به في أهمية أن نبادر ونسعى نترك خلفنا في تلك الحياة ما يشهد على مرورنا من هنا.. أهمية الأثر القادر أحيانا أن يغير وجه هذا العالم